قال برتراند راسل في بداية كتابه الرائع , تاريخ الفلسفة الغربية , بأن " الكتب التي من هذا النوع عادة مالا تكون محل رضى عند القارئ " بل وقد تكون محل سخط أيضاً كهذا الكتاب .
هذا كتاب يعرض الفلسفة الغربية الحديثة عرضا موجزا ومتخبطا في ذات الوقت , يرصف مقولات وافكار عن المذهب أو عن الفيلسوف ويفصلها بفواصل , لتكوين فقرة , ومن ثم صفحة ومن ثم كتاب , هذا كل ما في الأمر . فالكتاب مستحيل القراءة لغير العارف بالفلسفة , لرداءة السرد من جهة , والتحيز والنقد الطفولي من جهة أخرى , لا تدر إن كان هذا الكتاب دراسة ونقد المادية في الفلسفة الغربية , أم تأريخا موضوعيا ويحترم نفسه وكاتبه . أما بالنسبة للعارف بالفلسفة الغربية , فهو بمثابة تذكرة لنقط مهمة فيها لا أكثر ولا أقل .
يحتوي الكتاب أيضا على عرض موجز لكتابيّ " كانت " العظيمين . وهي الفائدة الوحيدة التي خرجت بها من هذا الكتاب والتي اليها أوجه " النجمات " في التقييم فقد أزالت لدي الخوف الذي كان يعتريني عند التفكير بقرائتهما .
صديقنا كرم يعتبر فلسفة " هيوم " سفسطة , أما التطور أو فكر دارون بشكل عام ما هي إلا المادية متلبسة في لباس علمي , ونيتشه أديب مطبوع حُشر في زمرة الفلاسفة , وما الى ذلك من السخف الممتزج بالسفاهة , فحين يتناول " أبو العربي " ثقافة الغرب ويراها لا تتطابق مع ما رآه بين أفخاذ الحوريات , أو ما سمعه من سيّده في خطبة الجمعة , فيعتبرها سفسطة و " مادية " وملحدة ومابعرف شو كمان , يلعن أبو ربكون عرص .
لا أنصح بقرائته أبداً , فهو أيضا يتناول المصطلحات الفلسفية بشكل مضلل وطلسمي , خذ مثلا التصورية Idealism , و الحسية ُ Empiricism وما الى ذلك .