هذا تأثير الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي على أذهاننا , يكفي أن تخطر لك فكرة , تكتبها في صفحتك الشخصية , تثمّنها بعدد الـ " لايك " و الـ " ريتويت " ثم تحتفظ بها واخواتها لتؤلف منهنّ كتابا.
الكتاب ساقط من جهتين , الأولى أنه بُني على تخاريف محمّد وأتباعه وأفكار تقدّر سماكة الخرا ( والخرا كما تعلمون كلمة عربية فصحى ) فوقها ما يزيد عن المترين ونصف .
ورد في كتاب القانون في الطب لإبن سينا أن لون البول هو من الطرق التي يمكن من خلالها معرفة مزاج الشخص , طيب هل ترى أن " فكرة " كتاب يفصّل الأمزجة تبعا لـ لون البول جدير بالكتابة ؟ أو حتى التفكير به ؟! أليست بنفس المنطق ؟
وجه السقاطة الثاني هو في اسلوب الكتابة , فبغض النظر عن أن أفكاره لا تتعدى أن تكون " مذكرات عاهرة " فهو لا يمت للأيروس بصلة و شتّان أن يسمى هذا العته النفسي أدبا . أظن لو أن حالتها المرضية عُرضت على فرويد لجزم انها كانت تهوى شمّ الملابس الداخلية منذ الصغر .
فكرت كثيرا ولم أجد مبررا للشبق الجنسي الذي " تمتع " به هذه الشخصية , لعل قراءاتها في الكتب العربية الجنسية كانت لهذا السبب , أن تجد " البرهان " الذب ظنت أنها وجدته .
حقيقة لا تخفى على أحد أن كل من الجنسين يحب أعضاء الجنس المغاير ويراها شيئ ثمين , نقبلهم كما نقبل الكتب السماوية لا بل أكثر من ذلك , لكن الإنحطاط يكمن في أن تدور حياتنا حول " فرج " أو " ذكر " أو فخذ أو مؤخرة . فنحن ننسب للحيوان الهمجية الجنسية إسما , ونمارسها فعلاً , الحيوان يمارسها لغاية ومرة أو مرتين في السنة , أما صديقتنا هنا يكاد يكون الجنس غاية حايتها و مبتغاها .
sex for sex's sake أو شيئ من هذا القبيل .
فـ هذا المفكر الذي يحبّ تذوق العسل سيرتدي ثيابه وينصرف بعد أن "يذوّقها" عسله , ويتركها كالقردة تتنقل بين الأغصان . لا بأس ستسامحني القردة لهذا التشبيه .